الدكتور نصر الدين طنطاوي : ليس هناك شك انها تحتكر الانتاج ولكن في الحقيقة أن منظمة الصحة العالمية تقوم بعمل اتفاقيات وتحضر أعداد كافية ومصر الان فيها أعداد كافية ومايقارب 2مليون جرعة أو كورس لعلاج البشر وليس هناك مشاكل . ولكنني لاأريد القول أن الحل في علاج المريض بل أنني أود القول أن المكافحة والمنع لأننا لانريد الاستمرار في هذه السلسلة الى أن يحدث تحور للفايروس والعلم هذه الايام يقول هذا الكلام وبالاضافة لذلك فقد بدأت الشركات بمضاعفة قدراتها الانتاجية ولم يبقى لدينا خوف من هذه الناحية لكن المشكلة في انتاج اللقاح البشري .
أحمد السيوفي : يعني أن اللقاح الحيواني ليس فيه مشكلة ولكن اللقاح البشري هو الذي تكمن فيه مشكلة ؟ .
أحمد السيوفي : أنا أريد أن أسألك كمنظمة صحة عالمية ، ماهي الاستراتيجية التي من الممكن أن تواجهون بها هذا المرض أو الوباء على حد وصفكم ؟
الدكتور نصر الدين طنطاوي : لدينا برنامج مكافحة متكامل وممكن أن منظمة الصحة العالمية تقوم بدفع المنطقة الى اعداد مايسمى بالخطة التحضيرية لمواجهة انفلونزا الطيور وبالنسبة لنا نقول ان هذه الوباء 6 مراحل وفي كل مرحلة نحدد فنيا لأننا أصلا منظمة علمية فنية نحدد دول المنطقة بما فيها مصر كيفية مواجهة المرض في الطور الاول والثاني والثالث والرابع والخامس الى السادس وهذه الخطة الاعدادية تتركز على تكوين مركز أستراتيجي لادارة الازمات وموجود في مصر الان ويرتكز على وجود أنظمة ترصد شديدة الحساسية وانا أريد ان اشير الى كلام الدكتور محمد الشافعي الى برامج التوعية وهي برامج خطيرة جدا ومنظمة الصحة العالمية شاركت وزارة الصحة المصرية في أعداد خطة أعلامية كبيرة وشديدة التكلفة وقد قامت وزارة الصحة بتنفيذها بالكامل ورفعت جزءا كبيرا من الوعي عند الناس .
أحمد السيوفي : أسمح لي دكتور نصر برامج التوعية هذه وهي قضية هامة ، ماهي المساهمات التي قدمتموها في هذا الاطار وهل هي كافية من وجهة نظرك وهل وزارة الصحة قامت بمساهمات مشابهة بهذا الاتجاه وخاصة أن هناك صناعة وهناك صحة مهددة .
الدكتور نصر الدين طنطاوي : أنا لا أتفق مع حضرتك تماما على أهمية صناعة الدواجن في مصر وهي مصدر اقتصادي هائل ولكن في نفس الوقت أريد ان اقول أن ما لاحظناه من 43 حالة في مصر االغالبية ويمكن 41 منهم جاء من تعرض مباشر لافراد في الريف المصري الى دواجن ميتة أو مريضة مبمرض انفلونزا الطيور .وهذا يلخص تماما أن التوعية هي موضوع شائك وهام الى أقصى درجة والتوعية بهدف تغيير السلوكيات لايمكن أن تأتي ثمارها بين يوم وليلة وهذا أصعب مافي العالم وليس في مصر وبالتالي الخطأ الوحيد الذي أستطيع أنا مشاهدته أن برامج التوعية المستمرة والتي قمنا بالبدء بها في الربع اللول من عام 2007 بعد أن ظهر الاتجاه الموسمي والزيادة في الحالات ثم هدأت وكأنما أن الانسان تعود أن يرجع الى سابق عهده في عدم الفهم في التعامل مع الطيور المريضة وأنا أعتقد ان أكبر مشكلة تواجه برامج التوعية في مصر هي الاستمرارية وعلى فكرة هي شديدة التكلفة ووزارة الصحة المصرية بدأت مرة ثانية عادت من جديد ببث هذه البرامج .
أحمد السيوفي : أنت وترى أن هناك خطأ حدث في برامج التوعية وهي ليست برامج مبنية على أساس استراتيجية مستمرة ؟
الدكتور نصر الدين طنطاوي : نعم فهي يجب أن تكون مستمرة وهي تهدف في النهاية الى تغيير السلوك ,اذا كان السلوك لايتغير بين يوم وليلة وهذه معناه أن برامج التوعية يجب أن تستمر الى أن يتم تغيير السلوكيات ، الدكتور محمد الشافعي قال انه فعلا الحالات الناتجة من المزارع هم فقط حالتين والباقي كله ناتج من سوء سلوكيات واتصال بالطيور المريضة وعدم الخبرة او الوعي بمرض انفلونزا الطيور وأنا اعتقد ان برامج التوعية المستمرة ممكن أن تؤدي الى تغيير السلوكيات ومن الممكن انشاء الله ان تؤدي بنا الى تجنب حدوث جائحة في العالم .
أحمد السيوفي : دكتور سيف ماذكره الدكتور نصر حول برامج التوعية الموسمية ، هناك دول جوار ودول عالمية نجحت في تطويق الازمة بل أنها ربما أنهت وجود المرض تماما مالفرق بيننا وبينهم هل الفرق في نوعية البرامج الموسمية التي تحدث عنها الدكتور نصر بأنها موسمية ولاتوجد أستراتيجية لمواجهة حقيقية ؟
الدكتور محمد سيف : طبعا بالنسبة للتوعية ففيها ضعف شديد جدا من باب الوضع الحقيقي والواقع وبالتالي فالمشكلة تحصل في الريف ولابد ان تصل لهذا الريف التوعية ووجود التلفزيون والراديو ووسائل الاعلام حاليا تيسر العملية ومثلما قامت وزارة الصحة بالنسبة لأمراض البلهارزيا وبعض الامراض وبدأت تعمل أعلانات كثيرة وعندها بدأت المشكلة تقل كثيرا فالاعلام والتوعية يجب أن تعرف ربة البيت مايجب ان تعمله أتجاه المرض ولايخفى عليكم أن هؤلاء الناس يعتمدون في رزقهم على الدجاج الموجود في البيت بخصوص البيض أو اللحم الذين يعيشون عليها وبالتالي عندما تريد تغييرثقافة هؤلاء الناس فلايجب ان تقول لهم لاتربوا هذا الدجاج والقضية في شقين وهي ان تقول لهم يجب ان تحصنوا الدجاج ولو ظهرت أي اعراض مبكرة لابد ان تبلغوا السلطات وكيف تطهروا أو تعقموا الاماكن التي تعيش فيها الطيور وكيف نتعامل مع هذه الطيور ونأخذ الاحتياطات الازمة ويجب عليهم ان لايتعرضوا للبرد في موسم الشتاء لأنها سوف تحدث لديهم مشكلة وهذا كله يجب ان يصل الى ربة البيت فيما يتعلق بالتوعية ، لكن الدولة عليها جزء وربة البيت التي لوجاءت وبلغت السلطات بأن لديها دجاجة قد ماتت ويشتبه بأن لديها انفلونزا الطيور فالذي يحدث هوعبارة عن عملية كرتنة للبيت فيؤخذ كل الناس ويشتبه بهم .
أحمد السيوفي : أنت ترى ان الاجراءات غير منطقية وتنفر الناس من التبليغ عن المرض ؟
الدكتور محمد سيف : نعم وبالتالي هم يخافون من التبليغ في حالة حدوث أصابة لخوفهم وذعرهم من تلك الاجراءات ولو أحس الناس أن الدولة تعتني بهم وعندما تبلغ ربة البيت مثلا عن المرض فأن الدولة تأخذ منها الدجاج وتعوضها مالا عن تلك الدجاجات فبالتالي ستطمئن الناس ويبادروا للتبليغ عن أي حالة تظهر لديهم بدلا من كون الدجاجة عندما تموت لديهم يذهبون وبيرمونها في أي مكان ودون أن يبلغوا عنها وبالتالي تصبح عامل ناقل للانفلونزا في المحيط فالفايروس ممكن أن ينتقل مثلا عندما نضغط عليه بالحذاء عند المشي او في السيارة وممكن ان ينتقل عن طريق كلاب الشوارع التي توجد في كل مكان في البيئة المحيطة اذا فأنا أقول أن هناك جزء يجب ان تقوم به الدولة ولابد للدولة أن تحصن الدجاج الخاص بالناس بشكل أجباري ولابد أن تعوض الناس تعويضا ماليا يجعلهم يسارعوا من أجل التبليغ .
أحمد السيوفي : أي كما ذكر الدكتور محمد الشافعي بأنه لابد أن يكون هناك تعويض للذين يفقدون مايملكون من الطيور ؟
الدكتور محمد سيف : نعم فلو لم يحدث تعويض فأن المشكلة ستبقى قائمة ولن تنتهي ولاتجد أحدا يبلغ والاجراءات التي تتم مع الناس الذين لديهم حالات اصابة في طيورهم تتغير ولاتتم بهذه الطريقة ويجب ان يقوم على هذه الاجراءات اشخاص فنيين وليس عسكر أمن مركزي من أجل يتعاملوا مع القضية مالذي يعرفه مثل هؤلاء بخصوص المرض فيجب ان يكون هناك فنيين لهذا الغرض لكي يعرفوا كيفية التعامل مع هذه المشكلة وبلطف شديد دون ان نرعب الناس ونخوفهم ولانجعلهم يأخذوا اجراءات ضدنا .وهذه الامور يجب ان تؤخذ بالاعتبار وايضا مايسمى بالمسح ولابد ان تقوم الدولة من وقت لاخر بالاطمئنان بأن هذه الدواجن محصنة ونتأكد ان الاجسام المناعية أصبحت موجودة في الدواجن وهذا الكلام يجب ان يتم على مستوى القطر ايضا لدينا مشكلة كبيرة في التشخيص فهناك مكان واحد للتشخيص على مستوى القطر بالكامل وموجود فقط في القاهرة ومع الاسف في حينه لدينا مراكز تابعة لمعهد صحة الحيوان بما يقارب 26 معمل فرعي تابع وتلك المعامل لوقامت بما يسمى بالتشخيص المبدئي للمرض والحلات التي يثبت ان فيها المرض ترسل للقاهرة أنما لايجوز ان يكون الحمل على مكام واحد يتوفر فيه عدد قليل من الموظفين ليقوموا بهذا الأمر .
أحمد السيوفي : ماذكرته من معلومات هامة أنقلها للدكتور محمد الشافعي ، دكتور محمد ماذكره الدكتور سيف بأن هناك قضايا كثيرة يجب ان تعالج لكي نخرج من هذه الازمة ماردك على كل هذا أولا ، وثانيا ماهو أثر ضرب صناعة الدواجن على الاقتصاد القومي والامن القومي أن صح هذا التعبير ؟
الدكتور محمد الشافعي : نحن لدينا أقسام للأرشاد الزراعي والبيطري والجمعيات الاهلية غير الحكومية ويجب عليها ان تأخذ دورها أضافة الى العمد والمحليات في الريف والوحدات الصغيرة فالمشايخ والعمد يجب ان يهتموا بمثل هذه الامور ويبلغوا عن اي حالة أصابة من أجل ان تقوم الحكومة بأجراءاتها ويجب ان تتعاون وزارعة الزراعة ووزارة الصحة ووزارة البيئة والمحليات والارشاد الزراعي والارشاد البيطري والعمد والمشايخ في القرى والنقطة المهمة عملية التعويض من أين نأتي بالنقود للتعويض وهي مبالغ كبيرة جدا ونحن اقترحنا على معالي وزير الزراعة بالاضافة الى اقتراحات اخرى بأن يتم تحصيل واحد بالمئة من جميع مدخلات الدواجن التي تأتي من الخارج أذ نقوم بأستيراد حبوب ومعدات للدواجن وادوية بيطرية فواحد بالمئة من هذه المدخلات يوضع في صندوق يسمى صندوق تنمية صناعة الدواجن أو صندوق تنمية مواردها أو صندوق لحماية الدواجن وتوضع في هذا الصندوق هذه الحصيلة التي تخضع للاشراف الحكومي ومن جانب الاتحاد وينفق منه على مثل هذه الحالات .
أحمد السيوفي : نحن نحمل ماقلته الى من يعنيه الامر وتلك قضايا هامة نوقشت في هذه الحلقة ونرجوا ان ما طرح فيها من محاولات للخروج من هذه الازمة تكون في محل أعتبار وفي نهاية هذا اللقاء لايسعني الا أن أشكر ضيوفي الدكتور نصرالدين طنطاوي أستشاري الامراض المعدية لمنظمة الصحة العالمية-المكتب الاقليمي لشرق المتوسط والدكتور محمد سيف استاذ الطب البيطري وخبير الإنتاج الحيواني وعضو لجنة مكافحة انفلونزا الطيور في نقابة أطباء مصروايضا أشكر ضيفي عبر الهاتف الدكتور محمد الشافعي نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن والشكر موصول لكم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة وعل أمال ان نلتقي في نفس الموعد في الاسبوع القادم وكان معكم أحمد السيوفي وفي أمان الله .