- لابأس.. كأنك أهديت لي، ياحبيبي، مئة وردة.. كل عام ونحن بخير!
(2)
حين لم يجد في جيبه ثمن زهرة حمراء، أحضر بطاقة، ورسم عليها زهرة، وكتب تحتها: أنت أجمل زهرة تضيء كل الفصول جمالاً وبهاء وعطراً.
وحين قدمها لها صمتت، وبقي هو صامتاً، ومازال ينتظر جوابها!
(3)
قال لها:
- تخيلي أني أهديتك، اليوم في عيد الحب، وردة حمراء، نضرة، فوّاحة، وقدمتها إليك قائلاً: كل عام وأنتِ بخير يا حبيبتي!
- وإذا بها تصيح في دهشة: أوه.. إنني لم أر في حياتي أجمل من هذه الوردة الحمراء!
وألقت بنفسها في أحضانه، وهي تبكي!
(4)
ذكرّته زوجته، وهو الغافل دوماً، بأن اليوم هو عيد الحب.
فطاف على عدد من محلات بيع الزهور يبحث عن زهرة حمراء واحدة، يهديها لها. فوجد أن الأزهار الحمر، قد فقدت وقال له الباعة جميعاً: لقد جئت متأخراً!
تذكّر قصة قديمة قرأها لأوسكار وايلد عن فتى أحب صبية أكبر منه. وطلبت إليه، ذات يوم وردة حمراء وكم أسعده هذا الطلب! فبحث في كل الحدائق. وكم أحزنه ألا يجد فيها سوى ورود بيضاء. جلس على أحد المقاعد يبكي. فرآه عصفور صغير على هذه الحال فرقّ له. وكي يساعده وقف على وردة بيضاء وترك شوكها يخترق قلبه. وأخذ يغرّد للحب. للحياة، للفرح، للحزن، ودمه الأحمر ينساب في خلايا الوردة البيضاء. وحين أصبحت حمراء فاضت روحه. وحمل العاشق الصغير الوردة الحمراء إلى محبوبته. وسرعان مازهدت فيها، وداستها بأقدامها!
حين تذكر هذه القصة اشترى وردة بيضاء، وجلس على مقعد في الطريق، وشك شوكتها في ذراعه. وحين سال دمه الأحمر على بياض الوردة لم يلوّنها. ولمّا أعيته المحاولة حملها إلى زوجته بيضاء من غير سوء. فتضاحكت قائلة بعد أن استمعت إلى قصته:
- العصفور المحبّ لوّن الوردة البيضاء بدم قلبه، لا بدم ذراعه.. وشتان!
(5)
جاء عيد الحب في موعده، وحين علم بهذا الخبر تساءل: من أين يصدرون إلينا هذه الأعياد، ونحن نقلدهم كالببغاوات؟ حتى الحب أصبح له عيد؟! إن قلبه يعمر بالحب منذ سنين لم يخبُ أو ينطفىء لحظة واحدة. وقرر أن يدير لهذا العيد ظهره، وكأنه لم يكن!
(6)
منذ الصباح اشترى زهرة حمراء متفتحة. وأخذ يطوف في شوارع المدينة الطويلة، ليقدّمها لمن تبتسم في وجهه. طال طوافه، وتعبت قدماه، ومالت الشمس إلى المغيب، ولم يعثر على ضالته المنشودة. وبدأت الزهرة تذبل بين أصابعه. ورأى نفسه يتجرأ، ويوقف فتاة مستعجلة، ويدسّ الزهرة الحمراء في يدها قائلاً:
- كل عام وأنت بخير!
وأخذ يراقبها وهي تحمل كنزه. وماإن ابتعدت حتى رآها تميل عن خط سيرها، وتلقي بزهرته في وعاء القمامة، ثم تختفي في الزحام!
(7)
منذ الصباح قطفت الوردة الحمراء الوحيدة، التي تفتحت على الرغم من البرد والمطر، انتظاراً لمن يطرق بابها، لتقدمها إليه. لقد انتظرت هذا الطارق سنوات وسنوات، ولم يأت. ولكن الأمل، اليوم، يراودها بقوّة. وانتظرت تطوي الثواني والدقائق والساعات. وسقط المساء، ولم يأت أحد، حملت الوردة الحمراء، وتقدمت إلى المرآة، وتأملت صورتها طويلاً وقالت:
- لاأحد سواك أنتِ يستحق هذه الوردة! كل عام وأنت بخير!
(
بقيت الأم تنتظر عودة أولادها واحداً واحداً! لعلّ أحدهم يتذكّر، ويحمل لها زهرة حمراء. وهاقد حلّ المساء، وعادوا جميعاً. ومامن زهرة واحدة. فطوت انتظارها ولهفتها، وقامت تحضر لهم طعام العشاء!
(9)
ناو لها الزهرة الحمراء الأخيرة من الباقة التي وزّعها، منذ الصباح، على من يحب، وهو يطوف عليهن واحدة واحدة. وقال لها، بصوتٍ حاول أن يلوّنه بمشاعر حقيقية: كل عام وأنت بخير.. يا حبي الوحيد!
(10)
جاءها الموت على حين غرّة، في يوم عيد الحب، وحين دفنت وانفض عنها المشيعون، وجدت نفسها وحيدة. وسرعان ماتوافد على قبرها المحبون واحداً واحداً، وفي يد كل منهم باقة حمراء. وفي صباح اليوم التالي فوجىء زوّار المقبرة الواسعة بقبرها أحمر من الرأس إلى القدمين. فأخذتهم الدهشة، ولم يصلوا إلى تفسير مقنع لهذه الظاهرة الخارقة!
(11)
اشترى لها في عيد الحب سيارة حمراء جديدة، دفع ثمنها، عداً ونقداً مليوني ليرة. ثم طاف على بائعي الألعاب، فاشترى من الدببة الصغيرة مئات ومئات حمراً وبيضاً، وفي عنق كل منها، قلب أحمر للدب الأبيض، وقلب أبيض للدب الأحمر. ثم طاف على محلات بيع الأزهار، فملأ السيارة بآلاف الآلاف من الورود الحمر، وغطّاها بقلائد وحبال من هذه الورود، وزينها بشرائط ملونة وحين سلّمها مفاتيح السيارة متمنياً لها عيد حب سعيد، تبسمت قليلاً، ثم انطفأت بسمتها، قبل أن تتمكن من شكره، وهي تذكّره بعيد ميلادها القادم بعد أيام!
وحين شاعت هذه القصة عرف بعضهم لماذا اختفت الورود الحمر، ولماذا ارتفعت اسعارها في عيد الحب
علىا ويكاا
عدد المساهمات : 326 تاريخ التسجيل : 11/02/2008 العمر : 34
موضوع: رد: قصص واقعية من عيد الحب الأربعاء فبراير 13, 2008 3:14 pm
مشكووووووووووووووووووووووووور يابرنس على الموضوع الجامد دة